كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 1)

بخلاف ما قاله حماد بن سلمة فإن في إسناد ما يستغرب فلا يحفظه إلا حافظ وأبو حاتم كثيرا ما يعلل الأحاديث بمثل هذا
وقد تكون علة الإسناد إبدال صحابي بآخر ومثاله فيما يلي
مثال
أخرج الترمذي في العلل الكبير قال حدثنا أحمد بن مبيع نا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن سالم البراد عن ابن عمر عن النبي قال
من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يفرغ منها فله قيراطان أحدهما أو أصغرهما مثل أحد سألت محمدا عن هذا الحديث سالم البراد عن ابن عمر فقال رواه عبد الملك بن عمير عن سالم البراد عن أبي هريرة وهو الصحيح وحديث ابن عمر ليس بشيء ابن عمر أنكر على أبي هريرة حديثه ومحمد في هذا المثال هو البخاري ويقصد بقوله وحديث ابن عمر ليس بشيء أي هذا الإسناد الذي فيه ابن عمر لا يثبت وقد استدل البخاري على علة الحديث بأن ابن عمر أخذ على أبي هريرة روايته مثل هذا الحديث واستنكر
أما الدارقطني فقد ذكر في علله أسانيد كثيرة دخل الوهم على بعض رواتها فغيروا فيها
مثال
وسئل أي الدارقطني عن حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة صليت مع النبي العصر فلما انصرف رأى رجلين لم يصليا فقال علي بهما ما لكما لم تصليا معنا قالا كنا في منازلنا فظننا أنك قد صليت فصلينا قال لا تفعلا إذا جئتما مسجدا والناس يصلون فصليا معهم@

الصفحة 153