كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 2)

وقال ابن حبان : (( كان صدوقاً إلا أن كتبه ذهبت ، وكان ردئ الحفظ ، فجعل يحدث من حفظه ويهم ، فكثر المناكير في رواياته )) .
+++++
وأما الزبير : محمد بن مسلم بن تدرس المكي :
فإن شعبة ترك حديثه ، وأعتلّ بأنه رآه لا يحسن يصلي ، وبأنه رآه يزن ويسترجح في الوزن ، وبأن رجلاً أغضبه فافترى عليه وهو حاضر . قال شعبة : (( وفي صدري لأبي الزبير عن جابر أربعمائة حديث ، والله لا حدثت عنه حديثاً أبداً )) ، ولم يذكر عليه كذباً ولا سوء حفظ . وقد اختلف العلماء فيه :
قال المروذي سألت أبا عبد الله - يعني أحمد - عن أبي الزبير ؟ فقال : : (( قد روى عنه قوم واحتملوه ، روى عنه أيوب ، وغير واحد ، إلا أن شعبة لم يحدث عنه . قلت : هو لين الحديث ؟ فكأنه لينه ، قلت : هو أحب إليك ، أو أبو نضرة ؟ قال : (( أبو نضرة أحب إلىّ )) . انتهى .
وتكلم فيه أيوب أيضاً : (( قال ابن المديني ثنا سفيان ثنا أيوب ثنا أبو الزبير وهو أبو الزبير فغمزه )) . كذا خرّجه العقيلي من طريق البخاري عن علي .
وهذا خلاف ما فسره به الترمذي أنه عنى حفظه وإتقانه .@

الصفحة 16