كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب - ط الرشد (اسم الجزء: 2)
حكيم بن جبير بحديث الصدقة . قال يحيى بن آدم فقال عبد الله ابن عثمان صاحب شعبة لسفيان الثوري:(( لو غير حكيم حدث بهذا )) .
فقال له سفيان : (( وما لحكيم ؟ لا يحدث عنه شعبة ؟ )) قال : نعم .
فقال سفيان الثوري : (( سمعت زبيداً يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ) .
قد تقدم أن رواة الحديث أربعة أقسام
من هو متهم بالكذب .
ومن هو صادق لكن يغلب على حديثه الغلط والوهم لسوء حفظه . وهذا القسمان متروكان .
ومن هو صادق ويغلط أحياناً . وهذا القسم هو المحتج بحديثه .
ومن هو صادق ويخطئ كثير ويهم ، لكن لا يغلب الخطأ عليه ، وهؤلاء مختلف في الرواية عنهم والاحتجاج بهم . وسبق الكلام على ذلك كله مستوفي .
وبقي الكلام في أن بعض الرواة يختلف الحفاظ فيه من أي هذه الأقسام هو ؟
فمنهم من يختلف فيه هل هو متهم بالكذب أم لا .
ومنهم من يختلف فيه هل هو ممن غلب على حديثه الغلط أم لا .
ومنهم من يختلف فيه هل هو ممن كثر غلطه وفحش ، أم ممن قل خطؤه وندر .
وقد ذكر الترمذي هنا بعض من اختلف في ترك حديثه وفي الرواية عنه . ونحن نذكر أمثلة هذه الأقسام الثلاثة التي ذكرناها إن شاء الله تعالى :@
الصفحة 5
1021