كتاب منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب (اسم الجزء: 1)

«وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل حيث كان، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة» ... أخرجه البخاري وغيره. وفي رواية: ... «وبعثت إلى الناس كافة» .
وليس المراد حصر خصائصه -صلى الله عليه وسلم - في هذه الخمس المذكورة، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون» . فذكر الخمس المذكورة في حديث جابر، وزاد خصلتين، وهما: «أعطيت جوامع الكلم، وختم بي النبيون» .
وله -صلى الله عليه وسلم- من مشاهير الخصائص غير هذا كتخصيص أمته بوضع الآصار، وحط الأثقال التي كانت على من قبلهم، ورفع تحميلهم ما لا يطاق، ورفع الخطأ والنسيان عنهم، وتسميته -صلى الله عليه وسلم- أحمد، وإعطائه مفاتيح خزائن الأرض، وجعل أمته خير الأمم، وغفران ذنبه ما تقدم وما تأخر، وبقاء معجزة القرآن الذي أنزل عليه إلى يوم القيامة، وإعطائه الكوثر، وإعطائه لواء الحمد يوم القيامة، وأن آدم ومن دونه تحت لوائه.

الصفحة 411