كتاب منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب (اسم الجزء: 2)
ففيه من الإخبار بالغيوب الآتية شيء كثير، فوقع على ما أخبر كقوله: ... {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} ... . وقوله: ... {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}
. وقوله ... {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ... . والآيات في هذا كثيرة.
وفيه - أيضا - من أخبار الأمم السالفة والقرون الخالية مما لم يكن يعلم القصة الواحدة منه إلا الفرد من أحبار أهل الكتاب، فيأتي به على وجهه، ويعترف العالم بذلك بصحته وصدقه، كقصص الأنبياء مع قومهم، وخبر موسى والخضر، ويوسف وإخوته، وأصحاب الكهف، وذي القرنين، ولقمان، وأشباه ذلك من الأنبياء.
قال القاضي عياض:
" ولم يحك عن واحد من اليهود والنصارى على شدة عداوتهم له، وحرصهم على تكذيبه، وطول احتجاجه عليهم بما في كتبهم، وكثرة سؤالهم له - عليه الصلاة والسلام - وتعنتهم إياه عن أخبار أنبيائهم، وأسرار علومهم وإعلامه لهم بمكتوم شرائعهم، مثل: سؤالهم عن الروح، وذي القرنين، وأصحاب الكهف، وعيسى، وحكم الرجم، وما حرم إسرائيل على نفسه، وغير ذلك من أمورهم
الصفحة 438
847