كتاب الإبانة عن معاني القراءات

فإنك قد ذكرت أولا عن زيد أنه قال: فقدنا آية كذا في عهد أبي بكر، وآية كذا في عهد عثمان، فوجدنا ذلك مع فلان، ومع فلان فأثبتنا ذلك.
وقد روى أنه قال، إذ أمره أبو بكر بجمع القرآن:
فجمعت القرآن من صدور الرجال،
ومن كذا، ومن كذا.
وهذا كله يدل على أن زيدا، لم يكن يحفظ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" وإذا لم يحفظ، فكيف قرأ على النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو لا يحفظه.
فالجواب عن ذلك:
أن من حفظ القرآن من الأولين والآخرين، لا ينكر أن يشك في آية وفي أكثر، وأن تسقط عنه الآية والحرف والأكثر، ولا يخرجه ذلك من أن ينسب إليه حفظ القرآن، وأن يقرأه على غيره.
وإنما جرت الناس، فيمن نسب إليه حفظ القرآن، أن يكون ذلك على الأعم والأكثر، وإلا فليس يسلم أحد من الحفاظ، من وهم أوشك أو غلط فيه. لكن الناس يتفاضلون في ذلك:
فمنهم من يقل منه ذلك، وهو الممدوح بقوة الحفظ.

الصفحة 101