كتاب الإبانة عن معاني القراءات

/قرأ الحسن البصري1: "اهدنا صراطا مستقيما" منونتين من غير ألف ولام فيهما. وبذلك قرأ الضحاك2. وهو معنى حسن لولا مخالفته للمصحف.
قرأ جعفر بن محمد "رضي الله عنه": "اهدنا صراط المستقيم"، بإضافة الصراط إلى المستقيم من غير ألف ولام في الصراط، وهو جائز في العربية كدار الآخرة.
قرأ عمر بن الخطاب "رضي الله عنه": صراط من أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم وغير الضالين، فجعل من في موضع الذين وغير في موضع لا. وهو في المعنى حسن كالذي قرأ الجماعة في المعنى. وهو مروي أيضا عن أبي بكر "رضي الله عنهما".
__________
1 هو، الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري، إمام زمانه علما وعملا روى عنه، أبو عمرو بن العلاء وغيره. ولد سنة إحدى وعشرين، وتوفي سنة عشر ومائة. "طبقات القراء: 1-315".
2 وكذلك قرأها عن الحسن زيد بن علي ونصر بن علي. كقوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّه} "البحر المحيط: 1-16"، والضحاك هو ابن مزاحم التابعي، سمع سعيد بن جبير. توفي سنة 105هـ "انظر طبقات القراء: 1-337".

الصفحة 125