كتاب الإبانة عن معاني القراءات

رحلة أهله في طلب العلم، وكانت موطنا للزهاد والصالحين، والفضلاء والمتبتلين1، وكانت -حين ولد مكي- تحت حكم المعز لدين الله الفاطمي2، الذي استخلف عليها حين ارتحل إلى مصر سنة 362هـ بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي3، وسرعان ما أعلن هذا استقلاله، وأسس الدولة الزيرية "362هـ"4.
وفي بلاد المشرق التي ارتحل إليها مكي دويلات تتنازع مجد العلم والأدب، كما تتنازع السلطان، فكانت -من أجل ذلك- خيرًا وبركة على العلم والعلماء.
وحين قصد مكي بلاد الأندلس كانت الخلافة الأموية تلفظ أنفاسها الأخيرة حتى سقطت سنة 433هـ وتولى بنو جهور حكم قرطبة.
وكان بالأندلس حينئذ حضارة نامية مزدهرة، مما جعلها مقصدًا لطلاب العلم، ورواد المعرفة، واجتهد الخلفاء الأمويون وملوك الطوائف من بعدهم في مباراة أهل المشرق فأخذوا
__________
1 المعجب 356.
2 انظر تاريخ الإسلام السياسي 3/ 165.
3 المعجب 104.
4 تاريخ الإسلام السياسي 3/165.

الصفحة 4