كتاب الإبانة عن معاني القراءات

وقد تقدم من قوله1: أن جميع ما اختلف فيه مما يوافق خط المصحف، فهو حرف واحد، وأن الأحرف الستة ترك العمل بها.
وهذا مذهب متناقض.
"القراءة بما خالف خط المصحف وإن روى":
وقد قال إسماعيل القاضي2 في كتاب القراءات له:
أن عمر بن الخطاب قرأ: غير المغضوب عليهم وغير، الضالين3.
قال: وهذا -والله أعلم- علم ما جاء: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
ثم قال إسماعيل:4
لأن هذا -وإن كان في الأصل جائزا، فإنه إذا فعل ذلك رغب في اختيار أصحاب النبي "صلى الله عليه وسلم"، حين اختاروا أن يجمعوا الناس على مصحف واحد، مخافة
__________
1 انظر: ص43، وما بعدها.
2 سبقت ترجمته.
3 سورة الفاتحة آية7.
4 هو إسماعيل القاضي المذكور، وقد سبقت ترجمته.

الصفحة 54