كتاب الإبانة عن معاني القراءات

معناه أنه ليس يريد به حرفه الذي يخالف المصحف، إنما أراد ترتيله إذا قرأ.
حض النبي "صلى الله عليه وسلم" أمته على ترتيل القرآن.
وقد أمر الله "تبارك وتعالى" نبيه بذلك فقال:
{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} 1.
قلتك ولا ينكر أن يكون "صلى الله عليه وسلم"، أراد حرفه الذي كان يقرأ به، ونحن نقرأ بذلك من قراءته، ونتولى ذلك، ونرويه، ونرغب اليوم فيه، ما لم تخالف قراءته المصحف. فإن خالف المصحف لم نكذب بها، ولم نقرأ بها؛ لأنها خارجة عن الإجماع، منقولة بخبر الآحاد، والإجماع أولى من خبر الآحاد؛ ولأنا لا نقطع أنها قراءة ابن مسعود على الحقيقة، إذ لم يصحبها إجماع.
ولذلك قال مالك وغيره: القراءة التي تنسب إلى ابن مسعود. فقال: تنسب إليه. ولم يقل قراءة ابن مسعود، والشيء قد ينسب إلى الإنسان، وهو غير صحيح عنه.
ولذلك قال إسماعيل القاضي:
__________
1 سورة المزمل آية 4.

الصفحة 98