كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 1)

‹ صفحة 175 ›
وهذا أشبه من قول المزي : فطافت به أمه ، لأن أرباب البيوت لا يتبذلون هذا
التبذل .
قال الإدريسي : وعندنا له من الحكايات أكثر من جزأين تركناها كراهة
التطويل ، انتهى كلامه .
ولو أردنا أن نذكر من أخباره وكلامه وأخبار غيره من المشاهير لكل واحد
جزءا لفعلنا ، ولكن ما نذكر إلا ما كان متعلقا بتعديل أو جرح على ما أصلناه
في أول الكتاب .
وفي قول المزي : قال البخاري : مات سنة إحدى وستين . نظر ، لأني لم أر
لوفاته ذكرا في تواريخ البخاري الثلاثة ، ولا أعلم له شيئا يذكره فيه وفاة
ومولد إلا فيها ، وأيضا فالمزي إنما نقله عن ابن عساكر وابن عساكر نقله من
كتابه على ظهر جزء ولم يقل بخط من ذاك ولا من قاله عن البخاري فرجع
الأمر إلى غير تحقيق ( 1 ) ، والتحقيق ما أنبأتك به .
وفي كتاب ( ابن عساكر ) في خلال ترجمته روى عنه جماعة فلذلك أغفلهم
المزي لكونهم في غير مظنهم ، منهم :
عبد الله بن الفرج القنطري العابد ، وأحمد بن عبد الله صاحبه ، وأحمد بن
خضرويه ، وسلام بن سليم ، وبشر بن المنذر ، ويحيى بن يمان ، وأبو عثمان
الأسود رفيقه أربع عشرة سنة ، وأبو الوليد صاحبه ، وأبو عيسى النخعي
ـــــــــــــــ
( 1 ) قال ابن عساكر ( 2 / 408 ) : وأنا عبد الوهاب الميداني قال : قرأت على ظهر الجزء
الثاني من زهد إبراهيم بن أدهم لأبي العباس البردمي : قال محمد بن إسماعيل :
مات إبراهيم بن أدهم لأبي سنة إحدى وستين ومائة . اه‍
قال أبو القاسم : كذا قال في وفاته ، والمحفوظ أنه مات سنة اثنتين وستين ومائة .
ثم حكى ذلك بإسناده عن ابن يونس ، والربيع بن نافع .
ملاحظة : فرق ابن حجر بين البلخي هذا والكوفي ، وجمع بينهما ابن معين وابن
يونس والمزي ، وهو الصواب ، والله أعلم .

الصفحة 175