كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 1)

‹ صفحة 202 ›
وقال مسلمة بن قاسم : ثقة جليل فقيه البدن .
وخرج البستي حديثه في ( صحيحه ) .
وفي كتاب ( الوفيات ) لابن قانع : مات وله سبعون سنة ، ودفن في الكناس .
وقال أبو علي الجياني : كان فقيها جليل القدر ( 1 ) .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ( 2 ) : سمعت أبي يقول : أبو ثور رجل
يتكلم بالرأي يخطئ ويصيب ، وليس محله محل المتسعين في الحديث ، وقد
كتبت عنه .
وقال أبو بكر الخطيب ( 3 ) : قال أبو عبد الرحمن النسائي : هو ثقة مأمون ،
أحد الفقهاء .
ـــــــــــــــ
( 1 ) ( شيوخ أبي داود ) : ( ق : 2 ا ) وزاد : توفي في صفر سنة أربعين ومائتين .
( 2 ) ( الجرح ) : ( 2 / 98 ) .
وتعقبه الذهبي ( السير ) : ( 12 / 76 ) قلت : بل هو حجة بلا تردد .
وفي الميزان ( 1 / 148 ) - وقد رمز له ( صح ) كناية عن أن العمل على قبول حديثه :
أما أبو حاتم فتعنت وقال : يتكلم بالرأي فيخطئ ويصيب ، ليس محله محل
المسمعين ( كذا ) في الحديث ، فهذا غلو من أبي حاتم سامحه الله اهـ . وقال السبكي
( الطبقات ) : ( 2 / 75 ) : هذا غلو من أبي حاتم ، وليس الكلام في الرأي موجبا
للقدح فلا التفات إلى قول أبي حاتم هذا .
وأبو ثور أظهر أمرا من أن يحتاج إلى توثيق ، وقد قدمنا كلام أحمد بن حنبل فيه
وكفى به شرفا .
وقد جوز أن يكون قول أبي حاتم : ( محل المسمعين ) تصحيفا في الكتب ، وأنه
قال : ( محل المتسعين ) أي : المكثرين ، فإن أبا ثور لم يكن من المكثرين في الحديث
إكثار غيره من الحفاظ ، وقد رأيت اللفظة هكذا بخط بعض محدثي زماننا في
الحكاية عن أبي حاتم ، ولا شك أن الفقه كان أغلب عليه من الحديث اه‍ .
( 3 ) ( التاريخ ) : ( 6 / 64 ) .

الصفحة 202