كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 1)

‹ صفحة 271 ›
وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قلت لأبي حاتم ( 1 ) : ما تقول في
أبي إسحاق ؟ فقال : كان عظيم الغناء في الاسلام ثقة مأمونا .
وقال إسحاق بن إبراهيم ( 2 ) : أخذ الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له
الزنديق : لم تضرب عنقي قال : أريح العباد منك . قال : فأين أنت من ألف
حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ما فيها ( ق 43 / أ ) حرف نطق به
رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فقال له الخليفة : أين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق
الفزاري وابن المبارك يأخذانها فيخرجانها حرفا حرفا .
وقال عبد الرحمن بن مهدي : إذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي والفزاري فهو
صاحب سنة . وفي لفظ : رجلان من أهل الشام إذا رأيت رجلا يحبهما فاطمأن
إليه : الأوزاعي وأبو إسحاق ، كان إمامين في السنة .
قال ابن عيينة : قال هارون لأبي إسحاق : أيها الشيخ بلغني أنك في موضع من
العرب . قال : إن ذلك لا يغني عني من الله تعالى يوم القيامة شيئا .
وقال أبو علي الروذباري : كان أبو إسحاق يقبل من الإخوان والسلطان جميعا ،
فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه في المستورين الذين لا يتحركون ، والذي يأخذ
من السلطان كان يخرجه إلى أهل طرسوس .
وقال سليمان بن عمر الرقي : مات أبو إسحاق في آخر سنة سبع .
وقال صبيح صاحب بشر : لما مات أبو إسحاق رأيت اليهود والنصاري يحثون
التراب على رؤسهم مما نالهم .
وقال عبيد بن جناد : لما مات أبو إسحاق بكى عطاء ، ثم قال : ما دخل على
أهل الشام من موت أحد ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق .
قال عطاء : وقدم رجل من المصيصة فجعل يذكر القدر ، فأرسل إليه أبو
إسحاق : أرحل عنا .
ــــــــــــــ
( 1 ) المصدر السابق .
( 2 ) المصدر السابق .

الصفحة 271