كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 1)

‹ صفحة 312 ›
وقال أحمد بن حنبل : كان مرجئا ( 1 ) .
وروى سفيان عن أبيه قال : سمعت التيمي يقول : إنما حملني على هذا المجلس
يعني القصص إني رأيت كأني أقسم ريحانا بين الناس . فذكر ذلك لإبراهيم
النخعي فقال : إن الريحان له منظر وطعم مر .
وقال الأعمش : خرج إبراهيم يمتار فلم يقدر على الطعام ، فرأى سهلة حمراء
فأخذها ثم رجع إلى أهله ، فقالوا : ما هذا ؟ قال : هذه حنطة حمراء .
فكان إذا زرع منها شيئا خرج سنبله من أصله إلى فرعه حبا متراكبا .
ولما ذكره ابن حبان في كتاب ( الثقات ) ( 2 ) قال : كان عابدا صابرا على الجوع
الدائم ، مات في حبس الحجاج سنة ثلاث وتسعين ، وكان قد طرحت عليه
الكلاب لتنهشه .
وقال ابن خلفون ، لما ذكره في كتاب ( الثقات ) : كان رجلا صالحا فاضلا ، ومن
المجتهدين في العبادة ، إلا أنه تكلم في مذهبه .
وفي كتاب ( الطبقات ) ( 3 ) لابن سعد : كان سبب حبس التيمي أن الحجاج طلب
إبراهيم النخعي فجاء الذي يطلبه ، فقال : أريد إبراهيم بن يزيد . فقال التيمي :
أنا إبراهيم بن يزيد ، فأخذه وهو يعلم أنه أراد النخعي ، فلم يستحل أن يدله
عليه ، فأتى به الحجاج فأمر بحبسه في الرماس ، ولم يكن له ظل من الشمس
ولا كن من البرد ، وكان كل اثنين في سلسلة ، فتغير إبراهيم ، فجاءته أمه وهو
في الحبس فلم تعرفه حتى كلمها ، فمات في السجن ، فرأى الحجاج في منامه
قائلا يقول له : مات في هذه الليلة في هذه البلدة رجل من أهل الجنة ، فسأل
هل مات لليلة أحد بواسط ؟ قالوا : إبراهيم التيمي ، قالوا : فلم ينزغ عنه
الشيطان وأمر به فألقي على الكناسة .
ـــــــــــــــ
( 1 ) وهذا مما يستغرب ، فما ذكره أحد قبل المصنف .
( 2 ) ( 4 / 7 - 8 ) .
( 3 ) 6 / 285 .

الصفحة 312