كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 1)

‹ صفحة 4 ›
مؤلفه أبدع فيما وضع ، ونهج للناس منهجا متسعا لم يشرع ، فقد أخل بمقاصد
كثيرة لم يذكرن ، وذكر أشياء لا حاجة للناظر إليها ، مثل الأسانيد التي يذكرها ،
وما حصل له فيها من علو أو موافقة أو غير ذلك ، إذ هذا بباب آخر أليق به
في الكتاب ، لأن موضوع كتابه إنما هو لمعرفة حال الشخص المترجم باسمه ،
وما قيل فيه من خير أو شر ، ووفاة ومولد وما أشبهه .
وأما ما وقع للمصنف من حديثه عاليا فليس من شأن الناظر في هذا
الكتاب ، ولو تصدي متصد لذلك لوجد منه شيئا كثيرا وربما يذكر الشيخ من
حال الشخص شيئا لا يقتضي رفعة لذلك الشخص في العلم ولا ضعته ، مثل
ما ذكر في ترجمة أسد صاحب خراسان ، من ذكر الهدايا التي أهديت إليه
وصفة وضعها ، وكيفية إعطائه إياها ، في نحو من ورقتين مما لا يفيد الناظر
شيئا في معرفة حاله من العلم .
وأما الملوك فإن هذا الكتاب لم يوضع لمآثرهم ، ولو فعل هذا لكان كتابا
على حدة ، وكذا ما يذكر من كلام الحسن بن أبي الحسن ، ومواعظه وقضايا
إياس ، إلي غير ذلك . وربما يذكر عنهم في الترجمة الواحدة عشرة أوراق إلي
خمس عشرة ورقة ، وأقل من ذلك وأكثر لا مدخل له في هذا الشأن .
وأما هذه العجالة ، فلم نذكر فيها بعون الله ، وحسن توفيقه ، إلا ما كان
متعلقا بذلك الشخص من رفعة أو ضعة في الحديث ، وما أشبه ذلك .
وأما ما ذكره من نوع السير لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ذكر معظم ذلك
أو كله من كتاب أبى عمر ، ومن نظر في كتابي ( الزهر الباسم في سيرة أبى
القاسم ) ، وكتابي المسمي ب‍ ( الإشارة إلي سيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم ) ، وجد زيادة
كثيرة عليه ، فاستغنينا بذكره هناك عن اعادته هنا ، وإنما بدأت في هذا الإكمال
بالأسماء دون ما سوى ذلك .
وشرطي أن لا أذكر كلمة من كلام الشيخ إلا اسم الرجل وبعض نسبه ثم
آتى بلفظة قال أو ما في معناها من هناك ، وثم الزيادة إلي آخره ، وإن كان في

الصفحة 4