كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)
‹ صفحة 147 ›
وفي ( كتاب الآجري ) ( 1 ) : ولي ابن علية المظالم والصدقة ، قال أبو داود :
أرواهم عن الجريري ابن علية ، وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري
جيد .
وفي ( تاريخ بغداد ) ( 2 ) قال عبد الله بن المبارك : لولا خمسة ما اتجرت : ابن علية ،
والثوري ، وابن عيينة ، والفضيل بن عياض ، ومحمد بن السماك .
فقدم سنة فقيل له : قد ولي ابن علية القضاء ، فلم يأته ولم يصله بالصرة التي
كان يصله بها ، فركب إليه ابن علية ، فلما راهـ عبد الله لم يرفع به رأسا ولم
يكلمه فانصرف وكتب إليه : أسعدك الله بطاعته وتولاك بحفظه وحاطك
بحياطته قد كنت منتظرا لبرك وصلتك أتبرك بها وجئتك أمسك فلم تكلمني ،
ورأيتك واجدا علي فأي شئ رأيت مني حتى أعتذر ؟ فلما وردت الرقعة إلى
عبد الله دعا بالدواة والقرطاس ، وقال : أبى هذا الرجل إلى أن نقشر له العصا
ثم كتب إليه :
يا جاعل الدين له بازيا يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها عن ابن عون وابن سيرين ؟
أين رواياتك والقول في إتيان أبوب السلاطين ؟
إن قلت أكرهت فماذا كذا زل حمار العلم في الطين
فلما وقف ابن علية على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط
هارون ، وقال : يا أمير المؤمنين الله الله ارحم شيبتي . فقال له هارون : لعل هذا
المجنون أغرى بقلبك . فقال : الله الله أنقذني أنقذك الله ، فأعفاه ، فلما اتصل
ذلك بابن المبارك وجه إليه بالصرة .
ـــــــــــــــ
( 1 ) ( 1248 ) .
( 2 ) ( 6 / 235 ) .