كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)
‹ صفحة 148 ›
وقال ابن خشرم : قلت لوكيع : رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على
الحمار يحتاج من يرده ؟ فقال وكيع : إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه ،
وإذا رأيت الكوفي يشربه فلا تتهمه . قلت : وكيف ذاك ؟ قال : الكوفي يشربه
تدينا والبصري يتركه تدينا .
وقال حماد بن سلمة : ما كنا نشبه ابن علية إلا بيونس بن عبيد حتى أحدث ما
أحدث . قال الخطيب : يعني ما تكلم به في القرآن .
وقال يحيى بن أبي طالب : كنا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي فأراد
أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال : ثنا ابن علية فقال : لا ولا
كرامة أن يكون ابن علية مثل زهير ، ليس من قارف الذنب مثل من لم يقارفه ،
ثم قال : أنا والله المستتيب إسماعيل .
وفي ( طبقات القراء ) قال الحربي : حدث إسماعيل بحديث ( تأتي البقرة وآل
عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير تحاجان عن
صاحبهما ) .
قال : فقيل لابن علية ألهما لسان ؟ فقال : نعم . فكيف يتكلمان ؟
فقال : إنه يقول القرآن إنما غلط .
قال الفراء : وقد روى عن إسماعيل في القرآن قول أهل الحق : وقال الفضل بن
زياد سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية قلت : أيهما أحب
إليك إذا اختلفا ؟ قال : وهيب ، كان عبد الرحمن بن مهدي يختار وهيبا على
إسماعيل . قلت في حفظه ؟ قال : في كل شئ ، ما زال إسماعيل وضيعا من
الكلام الذي تلكم به إلى أن مات . قلت : أليس قد رجع وتاب على رؤس
الناس فقال : بلى ، ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث بعد كلامه ذلك إلى أن
مات ، ثم قال لي : ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون فلما راهـ زحف
إليه وجعل يقول : يا بن تتكلم في القرآن . قال : وجعل ابن علية يقول له :
جعلني الله فداك زلة من عالم . زلة من عالم . ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم
كلامه - كأنه يحكي إسماعيل - ثم قال أبو عبد الله : لعل الله تعالى أن يغفر له
بها - يعني محمد بن هارون - لإنكاره على إسماعيل . قلت : يا أبا عبد الله إن