كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)
‹ صفحة 149 ›
عبد الوهاب . قال : لا يحب قلبي ابن علية أبدا قد رأيته في المنام كأن وجهه
أسود . فقال أبو عبد الله : عافى الله عبد الوهاب ، ثم قال : كان معنا رجل من
الأنصار يختلف فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب ، وقال : من أدخل
هذا علي ؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذلك الكلام ، لقد لزمته عشر
سنين إلا أن أغيب ، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف ، ثم قال : وكان لا
ينصف في الحديث كان يحدث بالشفاعة ، ما أحسن الانصاف في كل
شئ .
وقال سليمان بن حرب : حماد بن زيد في أيوب أكبر من كل من روى عنهم ،
أما عبد الوارث فقال : كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي ومثل هذا يجئ فيه
ما يجئ ، وكان يثني على وهيب إلا أنه يعرض بأنه كان تاجرا قد أشغله
سوقه ، وأما ابن علية فكان يعرض بما دخل فيه .
قال يعقوب : فحضرت ابن حرب يوما ، وكهل من أهل بغداد يكلمه ويفخم
أمر إسماعيل ويعظمه وسليمان يأبى عليه ، حتى قال : صار إليكم فرخص لكم
في شرب النبيذ المسكر ، وعمن أخذا الأمانة - أردا المذاهب - فقال البغدادي : يا
أبا أيوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذلك الوقار ، وإذا نظرت في قفاه
رأيت الخشوع . فقال سليمان : وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيوب ويونس
وابن عون .
قال الخطيب : وقد روي عن ابن علية في القرآن قول أهل الحق ، قال ذلك
عنه : عبد الصمد بن يزيد .
ولما ذكره ابن شاهين في ( الثقات ) ( 1 ) قال : قال عثمان بن أبي شيبة : ابن علية
أثبت من الحمادين ، ولا أقدم عليه أحدا من أهل البصرة لا يحيى ولا ابن
مهدي ولا بشر بن المفضل .
وقال ابن قانع : وقد كانوا عتبوا عليه في كلام جاء به .
ـــــــــــــــ
( 1 ) ( 16 )