كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)

..............................................................................
ـــــــــــــــ
= حية الكوفي عن بكير بن الأخنس عن أبيه ، فإن كان أبو جناب لين الحديث فما
ذنب الأخنس والد بكير ؟ وبكير ثقة عند أهل العلم ، وليس في حديث واحد رواه
ثقة عن أبيه ما يلزم أباه الوهن بلا حجة . اهـ
قلت : من تأمل كلام البخاري وعبارته في ( التاريخ ) علم أن هذا التعقيب لا يلزم
فهو يقول : لم يصح حديثه ، رواه أبو جناب .
فهذا ظاهر في أن الحمل على أبي جناب ، وهو ضعيف عند البخاري وغيره .
وهذه طريقة للبخاري معروفة سلكها في كتاب ( الضعفاء ) حيث أنه يذكر من حكم
هو نفسه بصحبته ولكن نظرا لعدم صحة حديثه يذكره للتنبيه على ضعف الرواية عنه
ومثاله :
حي الليثي فقد قال في ( التاريخ الكبير : 3 / 74 ) ، والضعفاء ( 91 ) : له صحبة روى
عنه أبو تميم الجيشاني ولم يصح حديثه . وانظر : هند بن أبي هالة ، سعد بن المنذر ،
سخبرة الأزدي . القعقاع بن أبي حدرد .
أبو يكون الراوي قد رمي بنوع بدعة مع كونه ثقة عنده فيذكره للتنبيه على بدعته
انظر :
ذر بن عبد الله المرهبي ، أيوب بن عائذ
أو رمي بالاختلاط : كسعيد بن أبي عروبة .
أو يكون الراوي لم يصح له سماع من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أو شيخه في الإسناد كعبد الله بن
حكيم الجهني . وبالله التوفيق .
وسماه المزي : الأخنس بن خليفة وتبعه على هذا الذهبي ، وابن حجر .
وقال ابن حجر في ( التهذيب ) : لعله هو أي : لعله الأخنس بن خليفة الضبي وإن
كان غيره فينبغي أن يذكر للتمييز . اهـ .
قلت : ليس هو يقينا ، فكل من ترجم له كالبخاري في كتبه ، وأبو حاتم الرازي ،
وابن حبان في كتاب ( الثقات ) ( 4 / 60 ) لم ينسبوه إلى أبيه ، أي لم يذكروا أنه ابن
خليفة ، ولم يذكروا له رواية إلا عن ابن مسعود ، ولم يذكروا له راو سوى ابنه بكير .
هذا بالإضافة إلى أنه نسب سدوسيا ، والآخر نسب ضبيا . والله أعلم .

الصفحة 26