كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)

‹ صفحة 381 ›
وفي كتاب أبي أحمد العسكري ( معرفة الصحابة ) : بسر أدرك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وسمع
منه .
وقال ابن أبي حاتم ( 1 ) عن أبيه : له صحبة . وكذا ذكره أبو نصر بن
ماكولا ( 2 ) ، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في ( التاريخ الصحابة ) ( 3 ) ،
والبرقي في ( تاريخه الكبير ) ، وأبو القاسم البغوي . انتهى .
وهذا يرد قول المزي مختلف في صحبته ، ويرد ما ذكره - أيضا - أنه لما مات
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان صغيرا ، لأن من يرسله عمر لفتح مصر سنة عشرين عونا
لعمرو كيف يتصور أن يكون عند الوفاة صغيرا ( 4 ) ؟ .
وفي قول المزي روى عن النبي حديثين نظر . لتقدم ثلاثة أحاديث ذكرناها
له ولو تتبعنا ذلك لوجدنا أكثر ( ) ولله الحمد .
وذكر : إن كان ابني عبيد الله بن عباس الذين قتلهما بسر عبد الرحمن وقثم
فقد قال أبو العباس بن المبرد في كتاب ( التعازي ) تأليفه : الرواية الثابتة التي
كأنها إجماع أنه أخذهما من تحت ذيل أمهما وهي امرأة من بني الحارث ابن
كعب .
وقال أبو عبيدة : هما يعني المقتولين .
ـــــــــــــــ
( 1 ) الجرح والتعديل ) ( 2 / 422 ) .
( 2 ) ( الإكمال ) ( 1 / 269 ) .
( 3 ) ( 56 ) .
( 4 ) قد نفى صحبته أهل المدينة كما حكى ذلك المزي عن ابن معين ، وقد حكى ابن
عبد البر في ( الاستيعاب ) ( 1 / 154 ) عن الواقدي وابن معين وأحمد القول بوفاة
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو صغير ، وقال ابن عدي في الكامل ( 2 / 6 ) مشكوك في صحبته .
فقول المزي : مختلف في صحبته له وجه .
ذكر أبو عمر في الاستيعاب ( 1 / 155 ) هذه القصة وقال : والأكثرون يقولون :
الزبير والمقداد وعمير بن وهب وخارجة بن حذافة - أي ولا يذكرون بسرا - وهو
أولى بالصواب إن شاء الله - ثم لم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر اهـ . وهذا
دليل آخر يؤكد صحة ما ذهب إليه المزي .

الصفحة 381