كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)

‹ صفحة 39 ›
ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب ( الصحابة ) قال : قال عبدان : أرطاة ابن
المنذر السكوني له صحبة
وقال : قال ابن عائذ عن أرطاة : لقد قتلت مع النبي عليه الصلاة والسلام تسعة
من المشركين .
ثم قال : قال عبدان : الصحيح لقيط بن أرطاة . قال أبو موسى : وهو
الصحيح ، وأرطاة بن المنذر يروي عن التابعين وأتباعهم ، وهو من ثقات
الشاميين ( 1 ) .
356 - ( ق ) أرقم بن شرحبيل .
قال أبو عمر بن عبد البر : كان ثقة جليلا ، وذكر عن أبي إسحاق أنه كان
يقول : أرقم من أشراف الناس ومن خيارهم .
وفي كتاب ابن أبي حاتم ( 2 ) قال أبو زرعة لما سئل عنه : كوفي ثقة .
وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب ( الثقات ) ( 3 ) .
وفي رواية ابن البراء عن علي بن المديني : لم يرو عنه غير أبي إسحاق .
وفيه خدش لقول من قال : إن أبا إسحاق لم يذكر سماعا منه ( 4 ) .
ـــــــــــــــ
( 1 ) زعم الحافظ في الإصابة ( 1 / 118 ) أن عبدان والطبراني وهما فيه والصواب : لقيط
ابن المنذر .
ثم قال : ومما يدل على وهم عبدان والطبراني فيه أنهما أخرجا الحديث بعينه في
ترجمة أرطأة من غير تغيير . اهـ .
( 2 ) الجرح والتعديل ( 2 / 310 ) .
( 3 ) 4 / 54 .
( 4 ) هذا من غريب قول المصنف ، فالذي قال أن أبا إسحاق لم يذكر سماعا من أرقم
ابن شرحبيل هو البخاري ، وإمام في سعة حفظ البخاري ودقة استقرائه إذا قال هذا
يصبح قوله جازما في عدم ثبوت السماع إلا أن يخالفه من هو مثله ، فهل قول ابن
المديني : روى عنه أبو إسحاق يعد تعارضا بل يخدش - كما زعم المصنف - كلام
البخاري بالقطع لا ، لأن ( روى ) عند ابن المديني وغيره لا تقتضي السماع بمفردها
وهذا ظاهر ، وقد صرح به في كتابه ( العلل ) ثم إن ابن المديني لو ثبت عنده السماع
لما عدل منه إلى الصيغة المحتملة .

الصفحة 39