كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)

‹ صفحة 55 ›
السلام عليك أيها الأمير ، الأمير أمره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم لم ينزعه حتى مات .
ولما ولي أبو بكر قال أسامة : عليك بالبوادي ، فكان كذلك إلى أن صار إلى
عشيرته ، فكانت تحت لوائه إلى أن قدم الشام على معاوية ، فاختار لنفسه المزة
فاقتطع فيها هو وعشيرته ، وتوفي بوادي القرى وخلف ابنة له يقال لها : فاطمة .
وقيل : توفي النبي وله ثماني عشرة فيما ذكر ابن أبي خيثمة في ( تاريخه
الأوسط ) - رواية أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن خلف .
وفي ( أمالي أبي بكر بن السمعاني ) : توفي سنة أربعين بعد قتل علي .
وفي ( معرفة الصحابة ) ( 1 ) للبغوي عن مصعب توفي آخر أيام معاوية بن أبي
سفيان وكذا ذكره الواقدي .
وفي كتاب ( الاستيعاب ) لأبي عمر بن عبد البر توفي سنة ثمان أو تسع
وخمسين ، وقيل : بعد قتل بن عفان رضي الله عنهم بالجرف وحمل إلى
المدينة .
وفي كتاب ( الطبقات ) لابن سعد : ولد بمكة ولم يعرف إلا الاسلام لله ، ولم
يدن بغيره ، وهاجر مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) - وفي نسخة - وهو الصواب : هاجر مع
أبيه .
ولو أردنا أن نكتب فضائله وأخباره لجاءت جملة كثيرة .
وفي قول المزي روى عنه الحسن على خلاف فيه ، فيه نظر ، لأن ابن
المديني ( 2 ) وأبا حاتم ( 3 ) أنكرا سماعه منه ، ولا أعلم منه ، ولا أعلم مثبته حتى يكون خلافا ( 4 ) ،
ـــــــــــــــ
( 1 ) كتاب البغوي يعرف باسم ( معجم الصحابة ) فالظاهر أنه سبق قلم من المصنف .
( 2 ) العلل : ( ص 69 ) ، ومراسيل ابن أبي حاتم ( ص : 41 ) .
( 3 ) المصدر السابق .
( 4 ) قلت : لم يفهم المصنف كلام المزي فمراد المزي - رحمه الله - ظاهر في أن رواية
الحسن عن أسامة مختلف فيها ، فهو لا يتحدث عن السماع ، بل يتحدث عن مجرد
الرواية والفرق بينهما واضح .
فقد روى الحسن عن أسامة حديث ( أفطر الحاجم والمحجوم ) واختلف عليه فيه ،
فرواه بعضهم عنه مرسلا ، وبعضهم قال : عن علي ، وتفرد أشعث بن عبد الملك
من دون أصحاب الحسن بقوله : عن أسامة بن زيد ، وخطأه العلماء في ذلك انظر :
السنن الكبرى ( للنسائي ) ( 2 / 223 ) . ومن هنا يتبين عدم دقة نظر المصنف في انتقاد
المزي .

الصفحة 55