كتاب إكمال تهذيب الكمال الجزء الأول والثاني (اسم الجزء: 2)

‹ صفحة 56 ›
ومطلق روايته عنه إذا جاءت وكانت بغير صيغة التحديث لا تقتضي سماعا
حتى ينص عليها إمام معتمد .
وقوله : روى عنه الزبرقان بن عمرو ، وقيل : لم يلقه . غمط لحق قائله ، وهو
أبو القاسم بن عساكر في كتاب ( الأطراف ) ، والشيخ ضياء الدين محمد ابن
عبد الواحد المقدسي في كتاب ( الأحكام ) تأليفه .
وأما إنكار المزي رواية أبان عنه فلا أعلم له سلفا ( 1 ) ، والله تعالى أعلم .
ـــــــــــــــ
( 1 ) نص عبارة المزي هكذا :
روى عنه : أبان بن عثمان بن عفان ( س ) إن كان محفوظا . اهـ . فواضح أن المزي -
رحمه الله - لم ينكر ولكنه تحفظ ، والذي دفعه إلى هذا التحفظ أن رواية أبان بن
عثمان عن أسامة ، إنما جاءت من طريق مسعود بن جويرية الموصلي عن هشيم عن
الزهري عن علي بن الحسين ، وأبان بن عثمان كلاهما عن أسامة بن زيد
كذا أخرجها النسائي ( الكبرى : 6381 ) وقال : هذا خطأ .
رواه علي بن حجر عن هشيم قال : عن الزهري عن علي بن الحسين عن عمرو بن
عثمان عن أسامة بن زيد مرفوعا .
قال النسائي ( تحفة : 1 / 56 - 57 ) : هذا هو الصواب من حديث هشيم . اهـ .
ومن هنا ، فذكر أبان بن عثمان في هذه الرواية وهم - ولعلها تكون الرواية الوحيدة
التي ذكر فيها أبان بن عثمان عن أسامة بن زيد ، إذ لم يشر إليها أحد من الذين
ترجموا لأبان كالبخاري وابن أبي حاتم وغيرهما ، ولم أرها في ( مسند ) أحمد مع
اتساعه .
وزعمك بأن المزي لا سلف له في إنكار هذه الرواية نرده عليك بأنك - أيضا - لا
سلف لك في إثبات هذه الرواية ، ولو علم المصنف أحدا قاله لصاح به . وبالله
التوفيق .

الصفحة 56