كتاب التمذهب – دراسة نظرية نقدية (اسم الجزء: 2)

توطئة
يُعدُّ الحديثُ عن التلفيقِ بين المذاهبِ الفقهيةِ مِنْ أهمِّ المسائلِ الناشئةِ عن القولِ بالتمذهبِ (¬١) - وجوبًا أو جوازًا - ولقد اهتمَّ كثيرٌ مِن المتأخرين (¬٢)، والمعاصرين بالحديثِ عن التلفيقِ، وأقسامِه، وما يتصل به.

المطلب الأول: تعريف التلفيق في اللغة، والاصطلاح
مِن المصطلحاتِ التي اهتمَّ بها كثيرٌ مِن المتأخرين مصطلحُ: (التلفيق)، ومِن المهمِّ قبلَ ذكرِ التعريفِ الاصطلاحي بيانُ التعريفِ اللغوي، ثمَّ الانتقال بعده إلى التعريفِ الاصطلاحي.

المسألة الأولى: تعريف التلفيق في اللغة
التلفيقُ: مصدرٌ مِن الفعلِ الثلاثي المضعفِ العين لفَّقَ، والقاعدةُ الصرفيةُ فيه أنَّ مصدرَه على وزن: (التَّفْعِيل) (¬٣)، فيُقالُ: لفَّقَ يُلَفِّقُ تَلْفِيْقًا.
ولمادةِ: (لفق) عدّةُ معانٍ، منها:
المعنى الأول: الضَمُّ. يُقالُ: لَفَقْتُ الثوبَ أَلْفِقُه لَفْقًا، بمعنى: أنْ
---------------
(¬١) انظر: الفتوى في الإسلام للقاسمي (ص/ ١٤٥).
(¬٢) انظر: التلفيق بين أحكام المذاهب للسنهوري، مجلة البحوث الإسلامية بالأزهر (١/ ٦٧).
(¬٣) انظر: أوضح المسالك لابن هشام (٣/ ٢٣٨).

الصفحة 1027