كتاب التمذهب – دراسة نظرية نقدية (اسم الجزء: 1)

يقابلُ الصحيح عند المالكية: الفاسدُ.
وهذا ما سارَ عليه ابنُ الحاجبِ في: (مختصرِه الفقهي) - في الجملةِ (¬١) - ولم يطَّردْ عنده، فقد يقابلُ الصحيح: الشاذ، فيكون الصحيحُ بناءً على هذا المعنى مرادفًا للمشهورِ، على ما سيأتي بيانُه.
وقد يقابلُ الصحيح: ما هو مشهورٌ في المذهبِ (¬٢).
وإذا كانت الأفضليةُ في: (الأصحِّ) راجعةً إلى قوّةِ الدليلِ (¬٣)، ومقابلُ: (الأصح) هو الصحيح - كما سيأتي قريبًا - فيمكن القولُ بأنَّ الصحيحَ عند المالكيةِ هو: القولُ الذي قويَ دليلُه.
يقولُ القاضي ابنُ فرحون: "الغالب أنَّه - أي: الصحيح - يجري مجرى المشهورِ" (¬٤).
ولخليلٍ المالكي اصطلاحُه الخاص، فيما يتصل بلفظ: (صُحِّحَ) - بالبناءِ للمجهولِ - ومرادُه به أنَّ أحدًا مِنْ علماءِ المالكيةِ عدا اللخمي، وابن يونس (¬٥)، وابن رشد، والمازري قد صَحَّح القولَ (¬٦).
أما لفظ: (الأَصحِّ)، فعند بعضِ المالكيةِ أنَّ الصحةَ في: (الأصح)
---------------
(¬١) انظر: كشف النقاب الحاجب لابن فرحون (ص/ ٩٤ - ٩٥).
(¬٢) انظر: المصدر السابق.
(¬٣) انظر: المصدر السابق (ص/ ٩٠)، ومقدمة تحقيق مسائل لا يعذر فيها بالجهل على مذهب الإمام مالك (ص/ ١٤).
(¬٤) كشف النقاب الحاجب (ص/ ٩٥).
(¬٥) هو: محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي، أبو بكر، ويقال: عبد الله، المعروف بابن يونس، أحد أئمة المذهب المالكي، وأحد الأربعة الذين اعتمدهم خليل المالكي في مختصره، كان فقيهًا فرضيًا حاسبًا مجاهدًا، من مؤلفاته: الجامع لمسائل المدونة والأمهات، وكتاب في الفرائض، توفي سنة ٤١٥ هـ. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك للقاضي عياض (٨/ ١١٤)، والديباج المذهب لابن فرحون (٢/ ٢٤٠)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ١١١)، والفكر السامي للحجوي (٤/ ٢١٠)، وجمهرة تراجم الفقهاء المالكية للدكتور قاسم سعد (١/ ١١٣٢).
(¬٦) انظر: مختصر خليل (١/ ٤) مع شرحه جواهر الإكليل.

الصفحة 522