كتاب التمذهب – دراسة نظرية نقدية (اسم الجزء: 1)

الأظهر ... فمِن القولين - أو الأقوال - فإنْ قويَ الخلافُ، قلتُ: الأظهرُ".
الاتجاه الثالث: أنَّه الوجه المرجّحُ المنقاسُ.
وهذا ما سارَ عليه القاضي البيضاوي (¬١)؛ يقولُ في مقدمةِ كتابِه: (الغاية القصوى) (¬٢): "وأنبّه ... على الوجهِ المرجّحِ المنقاسِ، بأنَّ الأظهرَ ذا".
ومقابلُ الأظهر: قولٌ أو وجه - على حسب الخلاف السابق - يشاركُه في الظهورِ، لكنَّ الأظهرَ أشدُّ منه ظهورًا (¬٣).
يقولُ أحمدُ العلوي الشافعي: "فالحاصل أنَّه - أيْ: النووي - إنْ عبَّرَ بالأظهرِ، عُلمَ أنَّ مقابلَه قولٌ قويٌ - أو أقوالٌ قويةٌ - للإمامِ؛ إلا أنَّ العملَ على الراجحِ الذي وَصفَه بالأظهريةِ" (¬٤).
ويستفاد من تعبيرِ الشافعيةِ بالأظهر أمورٌ، منها:
أولها: أنَّ المسألةَ خلافيةٌ.
ثانيها: أنَّ في المسألةِ قولًا راجحًا، وقولًا مرجوحًا.
ثالثها: أنَّ المقابلَ ظاهرٌ في نفسِه.
رابعها: أنَّ الخلافَ بين أقوالِ الإمامِ الشافعي (¬٥)، وهذا على اصطلاحِ الشيرازي والنووي، أو بينَ أوجهِ أصحابه، وهذا على اصطلاحِ القاضي البيضاوي، أمَّا على اصطلاحِ الغزالي، فالأَظهرُ يشملُ أقوالَ الإمامِ الشافعي وأوجهَ أصحابِه.
---------------
(¬١) انظر: مقدمة تحقيق الغاية القصوى (١/ ١١٨).
(¬٢) (١/ ١٧٤).
(¬٣) انظر: مقدمة تحقيق الغاية القصوى للبيضاوي (١/ ١١٨).
(¬٤) الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج (١/ ٨٣) مطبوع مع النجم الوهاج للدميري.
(¬٥) انظر: سلم المتعلم المحتاج للأهدل (١/ ١١٧) مطبوع مع النجم الوهاج للدميري.

الصفحة 569