كتاب التمذهب – دراسة نظرية نقدية (اسم الجزء: 2)

- ولم تكن الأصولُ مدونةً آنذاك، كما هو معلوم (¬١) - وقد كان اجتهادُهم لمعرفةِ أحكامِ النوازلِ هو الطابع العامّ لهم (¬٢).
وقد تلقّى عامّةُ الناسِ عن الصحابةِ - رضي الله عنهم - ما توصلوا إِليه من اجتهاداتٍ (¬٣).
يقولُ ابنُ القيّم مُبَيِّنًا طريقةَ الصحابةِ - رضي الله عنهم - في دراسةِ المسائلِ: "فالصحابةُ - رضي الله عنهم - مثَّلوا الوقاع بنظائرِها، وشبّهوها بأمثالِها، وردُّوا بعضَها إِلى بعضٍ في أحكامِها، وفتحوا للعلماءِ بابَ الاجتهادِ، ونهجوا طريقَه، وبيَّنوا لهم سبيلَه" (¬٤).
وكان مِن اجتهادِهم ما يصحُّ جعله النواةَ الأُولى للاجتهادِ الجماعي الَّذي وُجِد في عصرنا الحاضر (¬٥).
يقولُ ابنُ حزمٍ: "لمَّا ماتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ووَليَ أبو بكرِ - رضي الله عنه -، فمِنْ حينئذٍ تفرَّق الصحابةُ للجهادِ ... وإِلى الشامِ والعراق، وبقي بعضُهم بالمدينةِ مع
---------------
= (ص/ ٥٩)، والمدخل لدراسة الفقه الإِسلامي لمحمد المحبوبي (ص/ ٧٩)، والمدخل لدراسة الفقه الإِسلامي للدكتور إِبراهيم إِبراهيم (ص/ ٦٦)، وتاريخ الفقه الإِسلامي للدكتور ناصر الطريفي (ص/ ٥٩)، وتاريخ الفقه الإِسلامي لإِلياس دردور (١/ ١٢٧).
(¬١) انظر: مناهج الاجتهاد في الإِسلام للدكتور محمد مدكور (ص/ ٧٦)، والاجتهاد ومدى حاجتنا إِليه للدكتور سيد الأفغاني (ص/ ٣٧)، والاجتهاد والتقليد للدكتور محمد الدسوقي (ص/١٥٢).
(¬٢) انظر: مقدمة ابن خَلدون (٣/ ١٠٤٦)، والرأي وأثره في مدرسة المدينة للدكتور إِسماعيل ميقا
(ص/ ٦٩ وما بعدها)، والمدخل لدراسة الفقه الإِسلامي للدكتور شوقي ضيف (ص/ ٤٤).
(¬٣) انظر: الروض الباسم لابن الوزير (١/ ٢٢٢)، وابن عابدين وأثره في الفقه للدكتور محمد الفرفور (١/ ١١٢).
(¬٤) إِعلام الموقعين (١/ ٣٨٣). وانظر: مقدمة ابن خَلدون (٣/ ١٠٦٢)، وأسباب اختلاف الفقهاء لعلي الخفيف (ص/ ٢٤٨)، وأصول التشريع الإِسلامي للشيخ عليّ حسب الله (ص/ ١٧٧).
(¬٥) انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبو زهرة (ص/ ٢٥٢)، والاجتهاد الجماعي للدكتور عبد المجيد السوسوة (ص/ ٤٨ وما بعدها)، وأسباب اختلاف الفقهاء للدكتور مصطفى الزلمي (ص/ ٣٦٦)، والاجتهاد في الفقه الإِسلامي لعبد السلام السليماني (ص/ ١٢٠ وما بعدها)، والاجتهاد الجماعي للدكتور شعبان إِسماعيل (ص/ ٨٣ وما بعدها)، والاجتهاد الجماعي للدكتور قطب سانو (ص/ ٨٧ وما بعدها)، وتاريخ التشريع للدكتور عبد الله الطريقي (ص ٩٥، ١٠١).

الصفحة 622