كتاب إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

علي المرتضى، لما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((كنا نقول والنبي - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي)) (¬1)، ((فيبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره)) (¬2)، وصحت الرواية عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: ((خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر)) (¬3)، ((ولو شئت لسميت الثالث)) (¬4)، وروى أبو الدرداء: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر)) (¬5)، وهو أحق خلق الله تعالى بالخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لفضله وسابقته، وتقديم النبي - صلى الله عليه وسلم - له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة، ثم من بعده
¬__________
(¬1) رواه أبو داود في سننه برقم (4627) والترمذي في جامعه برقم (3707)، وروى البخاري في صحيحه برقم (3655) عن ابن عمر بلفظ: ((كنا نخير بين الناس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، رضي الله عنهم))، وفي هذا الحديث لم يرد التربيع بعلي - رضي الله عنه -، وسيأتي كلام الشارح عليه.
(¬2) هذه اللفظة زيادة ابن أبي عاصم في السنة (1193)، وقال عنها الألباني في ظلال الجنة: ((وهي زيادة ثابتة)).
(¬3) رواه البخاري في صحيحه برقم (3671) من حديث محمد بن الحنفية، حكم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بالتواتر كما في الواسطية (ص 260)، ومجموع الفتاوى (2/ 223).
(¬4) هذه التتمة للحديث رواها الإمام أحمد في مسنده برقم (879) من مسند علي - رضي الله عنه -.
(¬5) نسبه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 149) إلى مسند عبد بن حميد من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - وتتمته: ((إلا أن يكون نبي)).

الصفحة 106