ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً، فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطن)) (¬1)، حيث فتح الفتوح في خلافته، وانتشر الإسلام في أقطار الأرض.
قوله: ((ثم عثمان - رضي الله عنه -، لتقديم أهل الشورى له)): حيث عهد عمر - رضي الله عنه - بالأمر إلى ستة من الصحابة، وهم أهل الشورى، وهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم أجمعين، وشاور عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - الناس فقال: ((لم أر الناس يعدلون بعثمان أحداً))، فتم الأمر له باتفاق المهاجرين والأنصار (¬2)، ولذلك نقل عن بعض السلف: ((من طعن في خلافة عثمان؛ فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار)) (¬3).
قوله: ((ثم علي لفضله)): فهو رابع الخلفاء الراشدين، وهو أفضل الصحابة بعد الثلاثة.
وأما قوله: ((وإجماع أهل عصره عليه)): فليس بمستقيم، فلم يجمع الصحابة على خلافته، بل نازعه في ذلك أهل الشام، وامتنعوا عن مبايعته، ولم يتم له الأمر، لكن باتفاق أهل السنة
¬__________
(¬1) رواه البخاري في صحيحه برقم (3664)، ومسلم في صحيحه برقم (2392)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) انظر تفصيل ذلك في البداية والنهاية لابن كثير (9/ 414).
(¬3) نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن: أيوب السختياني، وأحمد بن حنبل، والدارقطني، كما في مجموع الفتاوى (4/ 426).