الشرح
بعدما ذكر المؤلف -رحمه الله- فضل الخلفاء الراشدين، وأنهم في الفضل على ترتيبهم في الخلافة؛ قال: ((ونشهد للعشرة بالجنة))، كما شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، جاء ذلك من رواية عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - (¬1)، ورواية سعيد بن زيد - رضي الله عنه - (¬2).
وهم: الخلفاء الراشدون الأربعة، ((وطلحة)) بن عبيد الله، ((والزبير)) بن العوام، ((وسعد)) بن أبي وقاص، ((وسعيد)) بن زيد، ((وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة)) عامر ((بن الجراح))، رضي الله عنهم أجمعين، فهؤلاء العشرة ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه عدهم وشهد لهم بالجنة، وأهل السنة والجماعة يشهدون لكل من شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، إيماناً بالله ورسوله، وتصديقاً لخبره - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصادق المصدوق.
قوله: ((وكل من شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة شهدنا له بها، كقوله: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) (¬3)، وقوله لثابت بن
¬__________
(¬1) رواه أحمد في مسنده برقم (1675)، والترمذي في جامعه برقم (3747).
(¬2) رواه أحمد في مسنده برقم (1629)، وأبو داود في سننه برقم (4648)، والترمذي في جامعه برقم (3748)، وقال: ((وسمعت محمداً -يعني البخاري- يقول: هو أصح من الحديث الأول)) أي: حديث ابن زيد أصح من حديث ابن عوف رضي الله عنهما، وابن ماجه في سننه برقم (133).
(¬3) رواه أحمد في مسنده برقم (10999)، والترمذي في جامعه برقم (3768)، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، وابن ماجه برقم (118)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.