كتاب إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

زخرفوه لك بالقول)) (¬1): وهذا من الوصايا الطيِّبة في لزوم منهج السلف الصالح، فأهل السنة والجماعة يختصون بأنهم يقتفون آثار السلف الصالح من الصحابة، والتابعين.
والتابعون للصحابة بإحسان: شاملٌ لكل من أتى بعدهم إلى يوم القيامة، كما قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة:100]، فيشمل التابعين الذين لقوا الصحابة، وتابعيهم، وتابع التابعين، ومن بعدهم، وكل من سار على نهجهم.
((وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول)): فعلى المسلم أن يتبع الكتاب والسنة، وأن يحذر من التعصب لآراء الرجال، ومذاهب الناس، فالواجب تحكيم النصوص من الكتاب والسنة، وتحري المنهج الذي درج عليه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
قوله: ((وقال محمد بن عبدالرحمن الأذرمي (¬2) لرجل
¬__________
(¬1) رواه الآجري في الشريعة (1/ 445 - ح 127)، والذهبي في السير (7/ 120) بلفظ قريب من هذا.
(¬2) الأذرمي: بالذال المعجمة، هو: أبو عبدالرحمن، عبدالله بن محمد بن إسحاق الأذرمي -بخلاف ما ذكره المصنف هنا-، أخذ العلم عن: وكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، وعبدالرحمن بن مهدي. وروى عنه: أبو داود والنسائي وعبدالله بن الإمام أحمد وأبو يعلى، له ترجمة في تهذيب التهذيب (2/ 240) لابن حجر، وأشار إلى هذه القصة.
والأذرمي: نسبة إلى أذرمة، قرية من أعمال الموصل، قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (1/ 132): ((وأذرمة اليوم: من أعمال الموصل ... وإليها ينسب أبو عبدالرحمن، عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي النصيبيني. قال ابن عساكر: أذرمة من قرى نصيبين. وكان عبد الله المذكور: من العباد الصالحين، انتقل إلى الثغر فأقام بأذرمة حتى مات، وهو الذي ناظر أحمد بن أبي دواد في خلق القران فقطعه في قصة فيها طول)) ا. هـ.
* وانظر: سير أعلام النبلاء (11/ 313) في ترجمة الواثق بالله.

الصفحة 35