صبوة)) (¬1)، وقوله: ((يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر، ثم يدخلان الجنة)) (¬2)، فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته؛ نؤمن به، ولا نرده ولا نجحده، ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره، ولا نشبهه بصفات المخلوقين، ولا بسمات المُحْدَثِين،
¬__________
(¬1) رواه أحمد في مسنده برقم (17371)، وفي تحقيق المسند: ((حسن لغيره)) وساق له بعض الشواهد. وساق الألباني في السلسلة الصحيحة بعض الشواهد له برقم (2843)، وقال بعدها: ((فصح الحديث والحمد لله))، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 345 - ح 17954): ((رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن)).
قال الشارح الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله في كتابه توضيح مقاصد الواسطية (ص 171): ((ومن الأدلة القرآنية على إثبات العَجَب: قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ} -بضم التاء-[الصافات:12]، في قراءة صحيحة سبعية، فالضمير في: {عَجِبْتُ} يعود لمن؟ إلى الله تعالى، كما دل على صفة العجب قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد:5]، وهذا الحديث [أي: الذي ذكره شيخ الإسلام في الواسطية وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجب ربك من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ))] كذلك من الأدلة على إثبات صفة العجب، فهو تعالى يوصف بالعجب على المنهج المقرر: إثبات مع نفي التمثيل، ونفي العلم بالكيفية، وليس عجبه تعالى لجهله بالأسباب، فهذا شأن المخلوق الذي يعجب أحياناً لجهله بالسبب، كما يقال: (إذا ظهر السبب بطل العجب)، هذا في عجب المخلوق، أو بعض عجب المخلوق)) ا. هـ.
(¬2) قطعة من حديث رواه البخاري في صحيحه برقم (2826)، ومسلم في صحيحه برقم (1890) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وتمامه: ((فقالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: ((يقاتل هذا في سبيل الله - عز وجل - فيستشهد، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم؛ فيقاتل في سبيل الله - عز وجل - فيستشهد)) واللفظ لمسلم.