كتاب إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)) (¬1)، وقال الله تعالى في شأن عيسى ابن مريم: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا} [الزخرف:61]، وقرئ: {لَعَلَمٌ} أي: علامة على قربها (¬2).
قوله: ((وخروج يأجوج ومأجوج)): وهم يخرجون أيضاً في عهد المسيح ابن مريم - عليه السلام -، وجاء الإخبار عن قدرتهم وفسادهم وإفسادهم، وقد ذكروا في القرآن؛ كما في قوله تعالى: {إِنَّ يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الكهف:94]، وكما في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَاجُوجُ وَمَاجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء:96]، فهم مفسدون أشرار، فإذا خرجوا وعاثوا في الأرض فساداً؛ بسفك الدماء، وقتل الأرواح، يتحصن المسلمون منهم، فيسلط الله عليهم داءً يصيبهم فيموتون (¬3)، ثم يسخر الله طيوراً تأخذ جثثهم وتلقيها حيث شاء الله (¬4).
¬__________
(¬1) رواه البخاري في صحيحه برقم (222)، ومسلم في صحيحه برقم (155)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) جامع البيان لابن جرير (20/ 631)، زاد المسير لابن الجوزي (7/ 325).
(¬3) روى مسلم في صحيحه برقم (2137) من حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعدما ذكر فسادهم وإفسادهم: ((فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فَرْسَى كموت نفس واحدة)).
(¬4) في حديث النواس المتقدم: ((فيرسل الله طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله))، وجاء عند الترمذي في جامعه برقم (2240): ((فتحملهم فتطرحهم في المهبل))، قال ابن الأثير في النهاية (998): ((المهبل: الهوة الذاهبة في الأرض)).

الصفحة 88