كتاب البحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتر

القرافي1 وابن تيمية، فلم يبق ارتيابٌ، في التحريم.
وقد أعمى الله بصر وبصيرة بعض الأدباء المتأخرين من أهل اليمن، فاشتهر بالحشيشة الخبيثة، واستعملها بمرأى من العامة ومسمع، وكان المسكين- رحمه الله2- ممن له صورة عند العامة جليلة، يعتقدون فيه أنه من أعيان العلماء،، ليته كان يتكتَّم باستعمال هذه الخبيثة، ويعترف بالمعصية، ويعلن3 بالتحريم كما يفعله كثير من العصاة، ولكنه كان يصرح بأنها حلال - بلا برهان - في مواقف جماعة من العامة الذين هم أتباع كل ناعق- فجعلوه حجة لهم - وبالغوا في تعظيمه، ووصفه بالعلم/4 لموافقته لأهوائهم.
وقد روى لي هذه القصة جماعة ممن لا أشك في صدقهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد أحسن من قال5:
فساد كبير6 عالم متهتك ... وأفسد منه جاهل متنسك
هما فتنة للعالمين كبيرة ... لمن بهما في دينيه يَتَمَسَّكُ
__________
1 في النسخ الثلاث (الفرياني) ، وقد تقدم نظير هذا والكلام عليه، ص 156.
(رحمه الله) : أسقطت من (أ)
3 في (ج) : (ويعلم) .
4 نهاية لوحة (7) من (ج) .
5 لم أقف على القائل.
6 في (ج) : (كثير) .

الصفحة 164