كتاب البحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتر

أحد تلك الأعذار، عدم الإذن من الأبوين، كما ذكر ذلك1
وقد أشار الشوكاني - رحمه الله - إلى سبب آخر، ثناه عن الرحلة في طلب العلم، حيث قال في كتابه (فتح القدير) 2:
ولا شك أن وجوب الخروج لطلب العلم، إثما يكون إذا لم يجد الطالب من يتعلم منه، في الحضر من غير سفر.
وقد استنبط هذا السبب من مفهومه لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} 3.
وقد طبَّق -رحمه الله- هذا الفهم لحيثيات الرحلة، وبعد تردده في القيام بها، أو الإحجام عنها، استقر رأيه على البقاء داخل اليمن 4.
وهكذا نجد أنه آثر ملازمة كبار العلماء، والمشايخ في مدينته، فبدأ بقراءة كتب الفقه على والده، ثم على علماء عصره البارزين، وكانت (صنعاء) إذ ذاك زاخرة بالعلماء والأدباء، الذين أثروا علمه وثقافته 5.
وقد ذكر الشوكاني أسماء أساتذته الذين لازمهم، وأنواع العلوم
__________
1 البدر الطالع 2/ 218.
2 فتح القدير 2/ 416..
3 الآية (122) من سورة التوبة.
4 الشوكاني، حياته وفكره 166.
5 المصدر السابق 157

الصفحة 24