كتاب فهرسة ابن خير ط دار الغرب

ثوابه إلينا، لا علما باللّسان يكون يوم القيامة حجّة علينا؛ فإنّ أبا حفص المذكور حدثنا بالسند المتقدّم آنفا إلى أبي القاسم زيد بن عبد الله المذكور، قال: حدثنا أبو حفص الفاروق بن عبد الكبير بن عمر الخطّابيّ (¬1)، حدثنا بالبصرة، قال: حدثنا أبو مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبيّ، قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمّي، عن أبيه، عن معاوية بن قرّة، عن ابن عمر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «العلم علمان، علم باللّسان هو الحجّة عليك، وعلم بالقلب هو النافع لك» (¬2). وأن يوفّقنا لبذله لأهله، كما وفّقنا لحمله ونقله؛ فإنّ أبا حفص المذكور حدثنا بالسند المتقدّم إلى أبي القاسم زيد ابن عبد الله المذكور، قال: حدثنا أبو موسى جعفر بن إبراهيم بن الهادي ببغداد، قال: حدثنا أبو سليمان محمد بن منصور، قال: حدثنا أبو سلمة موسى ابن إسماعيل المنقريّ، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «رحم الله من سمع مقالتي فوعاها، ثم أدّاها
¬__________
= الدارمي (556) بإسناد ضعيف من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة. ورواه القضاعي في مسند الشهاب (263) من طريق إبراهيم، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 179، والدارمي (555) بإسناد صحيح من حديث سلمان الفارسي.
(¬1) فاروق بن عبد الكبير بن عمر، أبو حفص الخطابي البصري، محدث البصرة ومسندها، بقي إلى سنة 361 أو 362 (تاريخ الإسلام 8/ 338)، وهو الذي روى كتاب «السنن» لأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكشي، كما في كتاب «التقييد» لابن نقطة، وأبو مسلم كان مسند زمانه، توفي ببغداد سنة 292 هـ‍، وكان ثقة نبيلا (تاريخ الخطيب 7/ 36 - 39، وتاريخ الإسلام للذهبي 6/ 911 - 912).
(¬2) إسناده تالف بسبب زيد بن عبد الله المذكور، ولا يصح مرفوعا من حديث ابن عمر، وقد أورده الدارمي بإسناد صحيح من قول الحسن بن أبي الحسن البصري (364)، وأورده ابن أبي شيبة من حديث الحسن عن النبي صلّى الله عليه وسلّم 8/ 133 فهذا من مراسيل الحسن، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1825) من قول الفضيل بن عياض.

الصفحة 26