كتاب ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (¬1). حتَّى يأتي وعد الله حتى ينجز الله وعده لك فيهم، بنصرك عليهم، وهو فتح مكة كما قال ابن عباس وآخرون، أو حتى ينتهي هذا العالم بالنسبة لكفار آخرين.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} إن الله ينجز وعده الذي وعدك به، من النصر عليهم، ولا ينقض وعده لرسله بالنصر لهم ولأتباعهم في الدنيا والآخرة» (¬2).

2 - الثقة في وعد الله بنصر رسله:
دلت النصوص الشرعية على أن وعد الله لا يتخلف في نصر رسله، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (¬3).
قال الطبري رحمه الله: «يقول تعالى ذكره: ولقد سبق منا القول لرسلنا إنهم لهم المنصورون: أي مضى بهذا منا القضاء والحكم في أمّ الكتاب، وهو أنهم لهم النُّصرة والغلبة بالحجج.
وقوله: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} يقول: وإن حزبنا وأهل ولايتنا لهم الغالبون، يقول: لهم الظفر على أهل الكفر بنا، والخلاف علينا» (¬4).
والمراد من الآيات أنه لقد سبق وعدنا بالنصر والظفر على الكفار في الدنيا والآخرة لعبادنا الرسل الذين أرسلناهم للإنذار والتبشير، ففي الدنيا: تكون الغلبة والقهر لهم بالأسر والقتل والتشريد أو الإجلاء أو بالحجة
¬_________
(¬1) سورة الأحقاف، الآية: 27.
(¬2) التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، د. وهبة بن مصطفى الزحيلي، 13/ 173.
(¬3) سورة الصافات، الآيات: 171 - 173.
(¬4) جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، 21/ 130.

الصفحة 132