قال ابن القيم-رحمه الله تعالى-: فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعي بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده نوع من غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب ولترهيب، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن (¬1).
ومن تتبع سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجد أنه كان يلازم الحكمة في جميع أموره عامة، وفي دعوته إلى الله تعالى خاصة، عن طريق معرفة أحوال المخاطبين، ودعوتهم بما يناسبهم من أسلوب ووسيلة (¬2)، فأدى ذلك بفضله سبحانه إلى استجابة الناس له ودخولهم في دين الله أفواجا.
إذن مدار أساليب الدعوة إلى الله جميعها الحكمة، فهي المقدمة والمهيمنة والمشتملة عليهم لذا يجب على الداعية اصطحابها في كل زمان ومكان مهما اختلفت لأساليب التي يدعو بها إلى الله تعالى، وذلك لا يشترط في حق الأساليب الدعوية الأخرى، فالداعية قد يستغني عن الموعظة الحسنة في عمله الدعوي أحيانا؛ لكنه لا يستغني عن استخدام الحكمة (¬3)
ثالثاً: كيفية استخدام أسلوب الحكمة في دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:
لابد عند استخدام أسلوب الحكمة مع العاملات المنزليات المسلمات أن تراعي الأمور التالية:
¬_________
(¬1) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة، 1/ 184.
(¬2) للاستزادة انظر من صفات الداعية مراعاة أحوال المخاطبين في ضوء الكتاب والسنة وسير الصالحين د، فضل إلهي، ط 1، إدارة ترجمان الإسلام، باكستان، 1417 هـ، 35 - 117، المرأة المسلمة، أحمد أبابطين، 526.
(¬3) انظر المدخل إلى علم الدعوة البيانوني، 245، المرأة المسلمة، أحمد أبابطين، 529؛ مفهوم الحكمة في الدعوة، صالح بن حميد، 10.