كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

لمالك عنه حديثٌ واحدٌ مرسل عند جماعة رواة "الموطأ":
2 - مالكُ، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما رُئيَ الشَّيْطَانُ يَومًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْم عَرَفَةَ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ العِظَامِ إِلَّا ما رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ" قيل: وما رأى يَوْمَ بدر يا رسول الله؟ قال: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ - صلى الله عليه وسلم - يَزَعُ المَلَائِكَةَ" (¬1).
روى هذا الحديث أبو النضر إسماعيل بن إبراهيم العجلي، عن مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أبيه، ولم يقل في هذا الحديث غيره (¬2) وليس بشيء والصواب ما في "الموطأ".

إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري
يُكنى أبا محمد، كان من ساكني المدينة، وبها مات سنة أربع وستين ومائة في خلافة أبي العباس السّفّاح.
¬__________
(¬1) الموطأ (944). ومعنى "يزع الملائكة" كما في "الاستذكار" (4/ 401): "يُعَبِّئُهُم، ويرتّبهم للقتال، ويَصُفُّهُمْ. . .".
وقال القاضي عياض فى "مشارق الأنوار" (2/ 284): "قال مالك: يكفّهم، وقال غيره: يكفّ: يأمر وينهى أن يتقدّم هذا أو يتأخّر هذا".
(¬2) كذا في الأصول، وفي "التمهيد" (1/ 115): "ولم يقل في هذا الحديث: عن أبيه؛ غيرُه، وليس بشيء" وبه يظهر المعنى.

الصفحة 13