كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وُعِكَ أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبة كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مُصبَّحٌ في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أُقْلِعَ عنه يرفع عقيرته فيقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارَكَ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا وَانْقُلْ حُمَّاها فَاجْعَلْهَا بِالجُحْفَةِ" (¬1).
666 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد أن عائشة قالت: وَكَانَ عَامِرٌ بنُ فُهَيْرَةَ يَقُولُ:
قَدْ رَأَيْتُ المَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... إِنَّ الجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ (¬2)
¬__________
(¬1) الموطأ (1580)؛ والبخاريُّ (3926) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك؛ وفي (5654) قال: حدثنا قتيبة عن مالك.
(¬2) الموطأ (3319)، والأليق بهذا الأثر أن يلحق بالحديث المتقدم؛ لأن عامرًا -رضي الله عنه- مذكور في القصة مع أبي بكر وبلال -رضي الله عنهما-، والداخلة عليهم جميعًا عائشة -رضي الله عنها-، فلا معنى لإفراده، والله أعلم.

الصفحة 408