كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

43 - مالكُ، عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينَ خَرَجَ إلى خَيْبَرَ أتاها ليلًا، وكان إذا أتى قومًا بليل لم يَغْزُ (¬1) حتى يصبح، فخرجت يهود بمساحِيْهم ومكاتِلِهِمْ، فلما رَأَوْه قالوا: محمدٌ واللهِ! محمدٌ والخَميسُ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خيبرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ " (¬2).
44 - مالكُ، عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أنه قال: احْتَجَمَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِصاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ (¬3).
45 - مالكُ، عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أنه قال: قُمْتُ وَرَاءَ أبي بكرٍ الصديق وعمرَ بن الخطاب وعثمانَ بن عفانَ -رضي الله عنهم- فَكُلُّهم كان لَا يَقْرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إذا افتَتحوا الصلاةَ (¬4).
¬__________
(¬1) كذا في (ف) و (ش): "يَغْزُ"، مِن الغَزْو. ولعله تحريف، والصواب كما في أصول الموطأ: يُغِرْ، من الإغارة. انظر: التمهيد (2/ 215).
(¬2) الموطأ (1345)، والبخاريُّ (2945) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك، وفي (4197) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، والترمذيُّ (1550) قال: حدثنا الأنصاري، حدثنا معن، حدثني مالك بن أنس؛ والنسائيُّ في "الكبرى" (8544) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين -قراءة عليه- عن ابن القاسم قال: حدثني مالك.
(¬3) الموطأ (2791)؛ والبخاريُّ (2102، و 2210) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، وأبو داود (3424) قال: حدثنا القعنبي عن مالك.
(¬4) الموطأ (178). قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 228، 229): =

الصفحة 45