كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)
لم يختلف الرواة عن مالك في إسناد هذا الحديث ولا في متنه، وقد رواه أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن مسلم بن يسار قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره، وهو يستند من حديث أبي هريرة من طرق حسان قد ذكرتها مع سائر ما وصلت به هذه المراسيل وغيرها في "التمهيد" (¬1).
774 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد أن رجلًا جاءه الموت في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال رجل: "هنيئًا له مات ولم يُبْتَلَ بمرض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَيْحَكَ وَمَا يُدْرِيكَ لَوْ أَنَّ اللهَ ابْتَلَاهُ بِمَرَضٍ يكَفِّرُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ (¬2).
775 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد قال: بَلَغَنِي أَنَّ سَعْد بنَ زُرَارَة اكْتَوَى فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الذُّبَحَةِ (¬3) فَمَاتَ (¬4).
وهذا الحديث قد روي مسندًا من حديث ابن شهاب عن أنس إلا أنه لم يروه بهذا الإسناد عن ابن شهاب إلا معمر وحده، وهو
¬__________
(¬1) (24/ 50 - 56)
(¬2) الموطأ (1685). وقال في "التمهيد" (24/ 57): "لا أعلم هذا الخبر بهذا اللفظ يستند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه محفوظ، والأحاديث المسندة في تكفير المرض للذنوب والخطايا والسيئات كثيرة جدًا".
(¬3) قال في "مشارق الأنوار" (1/ 268): "الذُّبَحَة؛ بفتح الباء، وضمِّ الذال، داءٌ كالخِناق، يأخذ الحلق فيقتل صاحبه".
(¬4) الموطأ (1690).