كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

عند أهل العلم بالحديث خطأ، يقولون: إنه مما أخطأ فيه معمر بالبصرة؛ لأنه حدّث بالبصرة لمّا نزلها من حفظه فلم يَكن معه كتبه فحُفِظ عليه في ذلك غلط كثير في الأسانيد، ويقولون: إن الصواب في ذلك حديث ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ.
776 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ دَارٌ سَكَنَّاهَا وَالعَدَدُ كَثِيرٌ وَالمَالُ وَافِرٌ فَقَلَّ العَدَدُ وَذَهَبَ المَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "دَعُوهَا ذَمِيمَةً" (¬1).
وهذا محفوظ من وجوه؛ منها حديث أنس يرويه عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، ومنها حديث ابن عمر إلا أنه لم يروه إلا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، فليس بالقوي في الزهري، وثقات أصحاب الزهري يروونه عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن شداد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو مرسل أيضًا من هذا الوجه.
777 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلَقْحَةٍ تُحْلَبُ: "مَنْ يَحْلِبُ هَذِهِ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا اسْمُكَ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: مُرَّةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اجْلِسْ" ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَحْلِبُ هَذِهِ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
¬__________
(¬1) الموطأ (1751).

الصفحة 475