كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

وهذا حديث مسند من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة من حديث مالك وغيره، وقد رواه عن عائشة القاسمُ وعروةُ، وكلاهما سمع منه يحيى بن سعيد.
783 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا وقبر يحفر بالمدينة فاطلع رجل في القبر فقال: بئس مضجع المؤمن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بِئْسَ مَا قُلْتَ". فقال الرجل: إني لم أرد هذا، إنما أردت القتل في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا مِثْلَ لِلْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا عَلَى الأَرْضِ بُقْعَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَكُونَ قَبْرِي بِهَا مِنْهَا" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬1).
784 - مالكُ، عن يحيى بن سعيد قال: لما كان يوم أُحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ الأنصَارِيّ؟ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ القَتْلَى، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بنُ الرَّبِيعِ: مَا شَأَنُكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لآتِيهِ بِخَبرِكَ، قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ مِنِّي وَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَي عَشْرَةَ طَعْنَةً وَأَنِّي قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُمْ لَا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ إِنْ قُتِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ حَيٌّ (¬2).
¬__________
(¬1) الموطأ (988). قال في "التمهيد" (24/ 92): "وهذا الحديث لا أحفظه مسندًا، ولكنَّ معناه موجود من رواية مالك وغيره".
(¬2) الموطأ (996). قال في "التمهيد" (24/ 94): "هذا الحديث لا أحفظه ولا أعرفه إلا عند أهل السير فهو عندهم مشهور معروف".

الصفحة 478