كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)
يقال: إن الثقة ها هنا عن بكير هو مخرمة بن بكير، ويقال: بل وجده مالك في كتب بكير أخذها من مخرمة، وأما قوله عن أبي سعيد عن أبي موسى فليس كذلك، ومعناه عن أبي سعيد الخدري عن قصة أبي موسى أو في قصة أبي موسى، ومثل هذا حديث عمير بن سلمة الضمري عن البهزي في قصة الحمار الوحشي، وإنما الحديث لعمير بن سلمة الضمري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعمير بن سلمة مشهور في الصحابة، والبهزي إنما كان صائد الحمار، وقد أوضحنا ذلك في "التمهيد" (¬1) بشواهد الآثار والحمد لله.
808 - مالكُ، عن الثقة عنده عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري عن أبي قتادة الأنصاري السُّلَمِيّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُشْرَبَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا وَالزَّهْوُ وَالرُّطَبُ جَمِيعًا (¬2).
هكذا روى هذا الحديث عامة رواة "الموطأ" كما رواه يحيى، وممن رواه هكذا ابن عبد الحكم والقعنبي وعبد الله بن يوسف وابن بكير وأبو المصعب وجماعة، ورواه الوليد بن مسلم عن مالك عن
ابن لهيعة عن بكير بن الأشج بإسناده مثله.
809 - مالكُ، أنه بلغه عن جده مالك بن أبي عامر أن
¬__________
(¬1) (24/ 202).
(¬2) الموطأ (1539)؛ والنسائيُّ في "الكبرى" (6777) عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك.