كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)
هكذا هذا الحديث في "الموطأ" عند جماعة الرواة عن مالك، وهو يستند من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روي من حديث زيد بن ثابت وحديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
816 - مالكُ، أنه سمع غير واحد من علمائهم يقول: "لَمْ يَكُنْ فِي الفِطْرِ وَالأَضْحَى نِدَاءٌ وَلَا إِقَامَةٌ مُنْذُ زَمَنِ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى اليَوْمِ" (¬1).
وهذا الحديث يستند من وجوه صحاح وقد ذكرناها في "التمهيد" (¬2).
817 - مالكُ، أنه بلغه عن أهل العلم أنهم كانوا يقولون: الشُّهَدَاءُ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يُغْسَّلُونَ وَلَا يُصلَّى عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ يُدْفَنُوْنَ فِي الثِّيَابِ الَّتِي قُتِلُوا فِيهَا (¬3).
وَهِيَ السُّنَّةُ [فِيمَنْ قُتِلَ فِي المُعْتَرَكِ فَلَمْ يُدْرَكْ حَتَّى مَاتَ، قَالَ: وَأَمَّا مَنْ حُمِلَ مِنْهُمْ فَعَاشَ مَا شَاءَ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ يُغسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ كَمَا عُمِلَ بِعُمَرَ بنَ الخَطَّابِ] (¬4).
وهذا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث جابر وغيره.
¬__________
(¬1) الموطأ (425).
(¬2) (10/ 243).
(¬3) الموطأ (992).
(¬4) الموطأ (35).