كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

وهذا أيضًا يتصل من حديث جابر وعلي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسندًا.
858 - قال مالك: لا ينبغي لأحد أن يجاوز المعرّس إذا قفل -يعني من حجته- حتى يُصلّي فيه، وإن مرّ به في غير وقت صلاة فليُقِمْ حتى تَحِلَّ الصلاة ثم يصلي ما بدا له؛ لأنه بلغني "أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَرَّسَ بِهِ (¬1) وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ أَنَاخَ بِهِ".
وهذا يرويه نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية مالك وغيره. وروي من حديث أنس وأبي هريرة وابن عباس وعائشة وأبي جحيفة في التحصيب بالأبطح أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ بِهِ ولكن ابن عباس وعائشة قالا: إِنَّ نُزُولَهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ وِإِنَّما نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ. وروى معمر عن الزهري عن سالم أن أبا بكر وعمر وابن عمر كانوا ينزلوا بالأبطح.
859 - قال مالك: بلغني "أَنَّ رَسُولَ اللهِ دَعَا فِي الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ" (¬2).
قال أبو عمر: ورُوي الدعاء في الصلاة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه؛ من حديث ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وجبير بن مطعم وعائشة ومعاذ وأبي هريرة وغيرهم، وفي حديث ابن مسعود
¬__________
(¬1) الموطأ (907).
(¬2) لم أجده في "الموطأ"، وهو في "التمهيد" (24/ 432).

الصفحة 519