كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

باب الفاء
47 - حديثٌ: مالكُ عن فضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن دينار مولَى المهري عن عروة عن عائشة قالت: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الوَبْرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ قَدْ كَانَ يُذْكر مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَلَا أَتْبعُكَ فَأُصِيب مَعَكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أتُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ ". قَالَ: لَا، قَالَ: "فَارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ"، ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، قَالَ: لَا، قَالَ: "فَارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِيْنَ بِمُشْرِكِ"، فَرَجَعَ ثُمَّ أَدْرَكَهُ بِالبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ: "أَتُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ"، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَانْطَلِقْ" (¬1).
هذا الحديث في "الموطَّأ" عند معن بن عيسى وسعيد بن عفير وعبد الله بن يوسف دون غيرهم.
¬__________
(¬1) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (11600) قال: أخبرنا محمّد بن سلمة قال: أخبرنا ابن القاسم قال: أخبرنا مالك.

الصفحة 551