كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

أَنْ يَخْرُجَ" (¬1).
63 - مالكُ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مضطجعةً مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في ثوبِ واحدٍ، وأنَّها وَثَبَتْ وَثبَةً شديدةً، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لكِ؟ ! لَعَلَّكِ نفِسْتِ" يعني: الحَيْضةَ، قالت: نعم. قال: "شُدِّي عَلَيكِ إزارَكِ ثمَّ عُودي إلى مَضْجَعِكِ" (¬2).
¬__________
(¬1) الموطأ (771). قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 151): "هذا الحديث قد رواه مطر الوراق عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع، وذلك عندي غلط من مطر؛ لأن سليمان بن يسار ولد سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة سبع وعشرون، ومات أبو رافع بالمدينة بعد قتل عثمان بيسير، وكان قتل عثمان - رضي الله عنه - في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وغير جائز ولا ممكن أن يسمع سليمان بن يسار من أبي رافع، وممكنٌ صحيحٌ أن يسمع سليمان بن يسار من ميمون لما ذكرنا من مولده، ولأن ميمونة مولاته ومولاة أخوته؛ اعتَقَتْهم وولاؤهم لها، وتوفيت ميمونة سنة ست وستين، وصلّى عليها ابن عباس، فغير نكير أن يسمع منها، ويستحيل أن يخفى عليه أمرها وهو مولاها، وموضعه من الفقه موضعُه، وقصة ميمونة هذه أصل هذا الباب عند أهل العلم، وغير ممكن سماعه من أبي رافع، فلا معنى لرواية مطر، وما رواه مالك أولى".
(¬2) الموطأ (125). قال الحافظ في "التمهيد" (3/ 162): "هكذا هذا الحديث في "الموطأ" كما رُوي منقطع، ويتصل معناه من حديث أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أعلم أنه رُوي من حديث عائشة بهذا اللفظ البتة".
وفي حاشية الأصل (ف) كُتب: شُدّي على نفسك، كذا بخط الدّماميني.

الصفحة 63