كتاب التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم = تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (اسم الجزء: 1)

وقدّمْتُ المتّصل المسند، ثم ما يليه على رُتَبِهِ، حتَّى يُفضي ذلك إلى ذكر المرْسَل والمقطوع والبلاغ، لتكْمُل الفائدة باستيعابِ ما في "الموطأ" من حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وجعلته مَدْخَلًا سَهلًا إلى كتاب "التمهيد"، قريبًا مُنْقادًا إلى الحفظ، مخلصًا من التخليط، مُلخَّصًا مهذبًا مبوّبًا مقرَّبًا، فمن أشكل عليه شيء مما فيه من علة إسنادٍ، أو معنى مُستَغْلقٍ، أو وجهٍ غير مُتَّضح؛ فليقْصِدْ إلى بابه من كتاب "التمهيد" يجدْه واضحًا مبسوطًا والحمد لله.
واعتمدنا من الروايات في "الموطأ" على رواية يحيى بن يحيى لِمَا قد ذكرناه في كتاب "التمهيد" (¬1). وقد رُوِّينَاهَا من طُرُق عن يحيى.
إحداها: أن أبا عثمان سعيد بن نصر حدثنا -قراءة منه علينا (¬2) بجميع "الموطأ"- عن قاسم بن أصبغ ووهب بن مسرّة، عن ابن وضاح، عن يحيى، عن مالك.
وقرأته على أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن
¬__________
(¬1) قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 10): "وإنما اعتمدت على رواية يحيى بن يحيى المذكورة خاصة، لموضعه عند أهل بلدنا من الثقة والدين والفضل والعلم والفهم ولكثرة استعمالهم لروايته، وراثة عن شيوخهم وعلمائهم. . .".
(¬2) في (ق): "سعيد بن نصر روى حديثًا قراءة منه علينا". ولعل الصواب ما أثبتناه فوق.

الصفحة 8